الخميس، 8 أغسطس 2019

الامازيغ المصريين

ناس كتير في مصر وفي الوطن العربي غالبا مش عارفين ان مصر فيها عدد كبير جدا من الامازيغ بيوصل ل٤٥ الف تقريبا "٢٨ الف منهم في سيوة"، وان التاريخ المصري مؤثر في الحضارة الامازيغية بشكل غريب، موجودين لحد النهاردة ومرتكزين في واحة سيوة وما حولها، بس مصر تعرفهم علي انهم "بدو" وشكرا،



والامازيغ هم السكان الاصليين لشمال افريقيا وبيتركزوا غالبا في المغرب وليهم حضارة عظبمة وشخصيات اعظم في التاريخ غير طبعا ليبيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وغيرهم، اللي منهم الطوارق لو تعرفوهم.

طبعا الامازيغ او البربر قومية عظيمة بعيدة عن العرب خالص، ليها لغة وعادات وشكل حياتي مختلف عن العربان او البدو ١٨٠ درجة لكن بيتم الخلط بينهم وبين البدو عموما هنا، مع ان العادات واللبس والاكل واللهجة "التاسيويت" وكله امازيغي، بس لانهم جزء من النسيج المصري فا متمش الاشارة ليهم كأمازيغ الا في بعض المناسبات، اشهرهم طبعا رواية واحة الغروب لبهاء طاهر،

الامازيغ المصريين مدخلوش مع الفتح الاسلامي زي سائر القبائل المرتحلة، بل ان واحة سيوة "سيوة كلمة امازيغية معناها القصعة" نفسها متفتحش علي ايد عمرو بن العاص ومدخلهاش الاسلام الا في نهاية القرن الاول الهجري في عهد الدولة الاموية، اللي حاول يفتحها كان موسى بن النصير سنة ٧٠٨م اللي هوا فاتح شمال افريقيا لكنه فشل في دخولها لما لقاها محصنة وليها ابواب حديدية، ومنضمتش للمسلمين الا في عهد المعز لدين الله في الدولة الفاطمية وعن طريق الامازيغ نفسهم.

الامازيغ اصلا منضموش لمصر غير بالقوة وفي العصر الحديث لانهم مجتمع منغلق علي نفسه، في ايام الدولة العثمانية انضمت لحكم والي ليبيا، عشان بعد كدة محمد علي باشا يجبرهم بتجريدة من ١٣٠٠ جندي بالعافية عشان ينضموا لمصر ويعترفوا بالسلطة المصرية سنة ١٨٢٠م بقيادة حسن بك الشماشرجي اللي انتصر بعد معركة دامية مع اهل الواحة،

بعكس القبائل العربية الشهيرة في مصر، فالامازيغ المصريين مدخلوش مع الفتح الاسلامي زي باقي القبائل، لكنهم موجودين في مصر من ايام المصريين القدماء، شوية منهم عملوا نزوح او هجرة جماعية لمصر قبل رمسيس التالت ايام الهجمات الليبية، اما في عهد رمسيس التالت فا رمسيس قرر انه يستفيد من النازحين دول وضمهم لجيشه وقربهم منه، وسمحلهم يستوطنوا الاراضي الغربية لمصر بشرط انهم يزرعوها وده اللي حصل،

البداية الحقيقية للامازيغ المصريين كانت في الاسرة ال٢١ المصرية، لما واحد من قادة الامازيغ في الجيش اللي هوا شيشينق اتجوز بنت الملك المصري بسونس التاني اخر ملوك الاسرة ٢١، ولما مات حكم شيشينق مكانه كأول حاكم امازيغي لمصر، وكان المصريين بيسموهم "المشوش" ،

الكلام ده بيوافق ١٣ يناير سنة ٩٥٠ قبل الميلاد، وده اللي بيحتفل بيه الامازيغ في العالم تقريبا برأس السنة الامازيغية، اللي هوا عيد حكم شيشينق لمصر، وعيلته اللي استمرت علي مدار ٣ اسر كاملين علي مدار ٢٠٠ سنة، يعني السنة الامازيغية تبقا سنة ٢٩٦٩ وبيحتفلوا بيها كل سنة،

ملوك الامازيغ المصريين للاسرة ٢٢ هما "شيشينق الأول - أوسركن الأول - تاكلوت الأول - أوسركن الثاني - شيشينق الثاني - تاكلوت الثاني - شيشينق الثالث - باماي - شيشينق الرابع" والاسرة ٢٣ هما "بادي باست - شيشينق الخامس - أوسركن الثالث - تاكلوت الثالث - أمنرود - أوسركن الرابع" والاسرة ال٢٤ هما "تافت نخت - باك آن رن نف" اللي في النهاية انهزمت علي ايد الملك بعنخي وسقط الحكم الامازيغي لمصر.

اكبر موجة هجرة للامازيغ اللي هيا الموجة التانية وقت انشاء الدولة الفاطمية في مصر، لما دخلت اعداد كبيرة من الامازيغ تبع الجيش الفاطمي، خصوصا قبيلة كتامة اللي كانت مخلصة للمعز لدين الله وبتؤمن بمذهبه، واللي سكنت القاهرة في الوقت ده وبعدها راحوا الواحة،

في القاهرة قعدوا في حارة كان اسمها كتامة، وجت مع كتامة قبائل تانية اشهرهم قبيلة زاويلة اللي باب زويلة اتسمى علي اسمهم، وقبيلة شعرية اللي بردو باب الشعرية اتسمى علي اسمهم، ودرب السعادة طبعا اللي علي اسم قائد امازيغي اسمه سعادة، وغيرها،

امازيغ مصر مبيقولوش علي مصر" مصر"، انما اسمها من وقت ما دخلوا هو "أمزران"، وده اسم معناه الاحجار العظيمة، والاسم ده اتقال لما اول هجرة للامازيغ جت مصر ولقوا المعابد والمباني المعمولة من الحجارة بشكل عظيم كدة فا سموها أمزران.

طب خد دي، النيل، مكنش اسمه نيل علي فكرة انما كان اسمه حابي، واللي اطلق كلمة نيل عليه هم الامازيغ، وكلمة نيل معناها "ازرق" ودا من ايام الهجرة الاولى، وعارف القاهرة؟ اسمها القاهرة بسبب ظهور كوكب المريخ في السما وقت بناء المدينة، وكان بيسموه النجم القاهر، وبردو تسمية امازيغية،

الامازيغ لحد دلوقتي محتفظين بكل عاداتهم وتقاليدهم هناك، القفطان المغربي مثلا، الكسكس بالخضراوات السبعة الاكلة المشهورة هناك اكتر من الرز والمكرونة، نفس كل حاجة بس الاسم مصريين،

اشهر حاجات حصلت هناك للامازيغ كانت اختفاء جيش قمبيز اللي قمبيز ملك الفرس بعته بعد احتلاله لمصر بعد ظهور نبوءة ان قمبيز هيتهزم في معبد امون، عشان يبعت جيش يهدم معبد امون فا يختفي الجيش كله، وكان عددهم ٥٠ الف جندي في الصحرا،

تاني اشهر حاجة هي رحلة الاسكندر المقدوني الروحانية الشهيرة لكهنة ومعبد آمون في سيوة واللي الامازيغ ساكنين فيها هناك، وقالوا عليه انه ابن آمون وسبب شهرة عالمية للمكان،

وطبعا تالت اشهر حاجة كانت احتلال دول المحور للواحة في الحرب العالمية لحد انسحابهم بعد هزيمة معركة العلمين ١٩٤٢م.

اشهر الامازيغ المصريين كان الزعيم المصري مصطفى كامل، وهدى شعراوي وغيرهم اللي اصولهم بترجع للامازيغ المصريين،

في النهاية ملقتش احسن من صورة بنك القاهرة في واحة سيوة اللي مبني علي الطراز السيوي الجميل عشان تكون صورة للبوست،

دول بأختصار امازيغ مصر اللي موجودين من ٣ الاف سنة هنا بنفس العادات والتقاليد واللغة، بنفس نوعيات الاكل، اللبس، الحضارة وكل حاجة، امازيغ ولكن مصريين، قصة غريبة نوعا ما،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كاس الاولياء