الخميس، 8 أغسطس 2019

الشبلي والمجذوب في حب الله


حكي عن الشبلي رحمه الله تعالي

:
 أنه رأى بعض الأيام مجنوناً ، والصبيان يرمونه بالحجارة ، 
وقد أدموا وجهه وشجُّوا رأسه ، 
فجعل الشبلي يزجرهم عنه.
 فقالوا : دعنا نقتله فإنه كافر يزعم أنه يرى ربه ويخاطبه . 
فقال: كفُّوا عنه ثم تقدم إليه الشبلي فوجده يتحدث ووجهه يضحك ،
 ويقول : أجميل منك تسلط عليَّ هؤلاء الصبيان ثم قال : مالذي يقولون عني ؟
 قلت : يقولون: تزعم أنك ترى ربك ويخاطبك ، فصرخ صرخة عظيمة 
ثم قال : ياشبلي وحق من تيمني بحبه وهيمني بقربه ، لو احتجب عني طرفة عين لتقطعت من ألم البين....

قال الشبلي : فعلمت أنه من الخواص من أرباب الإخلاص
 فقلت حبيبي : ماحقيقة المحبة ؟
 فقال : ياشبلي لو قطرت قطرة من المحبة في البحار ، أو وضعت ذرة منها أعلى الجبال لصارت هباءً منثوراً . 
فكيف بقلب كساهُ الغرام قلقاً وزفيراً ، 
وزاده الهيام حرقاً وتحسيراً؟

كشف الحبيب لمن دعاه ستوراً 
وسقاه كاساً فاغتدى مخمورا
واعتاده حر اللهيب ولم يرد 
الا الحبيب فنال منه حبورا
يافوز من كان الحبيب نديمه
وغدا إليه في الجميع مشيرا
وإذا رأيت محبه في سكره
خلع العذار رأيته معذورا
من ذا يطيق الصبر عن محبوبه
حاشى المحب يكون عنه صبورا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كاس الاولياء